(الباب السابع والعشرون في ذكر فتوح الأربعينية)
وقد غلط في طريق الخلوة والأربعينية قوم، وحرفوا الكلم عن مواضعه، ودخل عليهم الشيطان، وفتح عليهم بابًا من الغرور، ودخلوا الخلوة على غير أصل مستقيم من تأدية حق الخلوة بالإخلاص، وسمعوا أن المشايخ والصوفية كانت لهم خلوات وظهرت لهم وقائع وكوشفوا بغرائب وعجائب، فدخلوا الخلوة لطلب ذلك، وهذا عين الاعتلال، ومحض الضلال، وإنما القوم اختاروا الخلوة والوحدة لسلامةِ الدين، وتفقد أحوال النفس، وإخلاص العمل لله تعالى.
(نُقل) عن أبي عمرو الأنماطي أنه قال: لن يصفو للعاقل فهم الأخير إلا بإحكامه ما يجب عليه من إصلاح الحال الأول، والمواطن التي ينبغي أن يعرف منها أمزداد هو أم منتقص فعليه أن يطلب مواضع الخلوة لكيلا يعارضه شاغل فيفسد عليه ما يريده.
(أنبأنا) طاهر بن أبي الفضل -إجازة- عن أبي بكر بن خلف -إجازة- قال: أنبأنا أبو عبد الرحمن قال: سمعت أبا تميم المغربي يقول: من اختار الخلوة على الصحبة فينبغي أن يكون خاليًا من جميع الأفكار إلا ذكرَ ربه عزَّ وجل، وخاليًا من جميع المرادات إلا مراد ربه، وخاليًا من مطالبة النفس من جميع الأسباب، فإن لم يكن بهذه الصفة فإن خلوته توقعه في فتنة أو بليَّة.
(أخبرنا) أبو زرعة -إجازة- قال: أنا أبو بكر -إجازة- قال: أنا أبو عبد الرحمن قال: سمعت منصورًا يقول: سمعت محمد بن حامد يقول: جاء رجل إلى زيارة أبي بكر الوراق وقال له: أوصني، فقال: وجدت خير الدنيا والآخرة في الخلوة والقلة، ووجدت شرهما في الكثرة والاختلاط، فمن دخل الخلوة معتلًّا في دخوله دخل عليه الشيطان، وسول له أنواع الطغيان، وامتلأ من الغرور والمحال فظن أنه على حسن الحال، فقد دخلت الفتنة على قوم دخلوا الخلوة بغير شروطها، وأقبلوا على ذكر من الأذكار، واستجموا نفوسهم بالعزلة عن الخلوة، ومنعوا الشواغل من الحواس كفعل الرهابين والبراهمة والفلاسفة والوحدة في جمع الهم لها تأثير في صفاء الباطن مطلقًا، فما كان من ذلك بحسن سياسة الشرع وصدق المتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم أنتج تنوير القلب والزهد في الدنيا، وحلاوة الذكر، والمعاملة لله بالإخلاص من الصلاة والتلاوة وغير ذلك، وما كان من ذلك من غيرِ سياسة الشرع ومتابعة رسول الله صلى الله عليه وسلم ينتج صفاء في النفس يستعان به على اكتساب علوم الرياضة مما يعتني به الفلاسفة والدهريون -خذلهم الله تعالى- وكلما أكثر من ذلك بعد عن الله، ولا يزال المقبل على ذلك يستغويه الشيطان بما يكتسب من العلوم الرياضية، أو بما قد يتراءى له من صدق الخاطر وغير ذلك حتى يركن إليه الركون التام، ويظن أنه فاز بالمقصود، ولا يعلم أن هذا الفن من الفائدة غير ممنوع من النصارى والبراهمة، وليس هو المقصود من الخلوة بقول بعضهم: إن الحق يريد منك الاستقامة، وأنت تطلب الكرامة.
وقد يفتح على الصادقين شيء من خوارق العادات وصدق الفراسة ويتبين ما سيحدث في المستقبل، وقد لا يفتح عليهم ذلك، ولا يقدح في حالِهم عدم ذلك، وإنَّما يقدح في حالهم الانحرافُ عن حد الاستقامة، فما يفتح من ذلك على الصادقين يصير سببًا لمزيد إيقانهم؟ والداعي لهم إلى صدق المجاهدة، والمعاملة، والزهد في الدنيا، والتخلق بالأخلاق الحميدة، وما يفتح من ذلك على من ليس تحت سياسة الشرع يصير سببًا لمزيد بعده وغرورِه وحماقته، واستطالته على الناس وازدرائه بالخلق، ولا يزال به حتى يخلعَ ربقة الإسلام عن عنقه، وينكر الحدود والأحكام، والحلال والحرام، ويظن أن المقصود من البعادات ذكر الله تعالى، ويترك متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم يتدرج من ذلك إلى تلحد وتزندق، نعوذ بالله من الضلال.
وقد يلوح لأقوام خيالات يظنونها وقائع ويشبهونها بوقائع المشايخ من غير علم بحقيقة ذلك، فمَنْ أراد تحقيق ذلك فليعلم أن العبد إذا أخلص لله وأحسن نيَّته، وقعد في الخلوة أربعين يومًا أو أكثر، فمنهم من يباشر باطنه صفو اليقين ويرفع الحجاب عن قلبه ويصير كما قال قائلهم: رأى قلبي ربي، وقد يصل إلى هذا المقام تارة بإحياء الأوقات بالصالحات، وكف الجوارح وتوزيع الأوراد من الصلاة، والتلاوة والذكر على الأوقات، وتارة يبادئه الحق لموضع صدقه وقوة استعداده ويبادئه من غير عمل وجد منه، وتارة يجد ذلك بملازمةِ ذكر واحد من الأذكار؛ لأنه لا يزال يردد ذلك الذكر ويقوله، وتكون عبادته الصلوات الخمس بسننها الراتبة فحسب، وسائر أوقاته مشغولة بالذكر الواحد لا يتخللها فتورٌ، ولا يوجد منه قصور، ولا يزال يردد ذلك الذكر ملتزمًا به حتى في طريق الوضوء وساعة الأكل لا يفتر عنه.
واختار جماعة من المشايخ من الذكر كلمة «لا إله إلا الله» وهذه الكلمة لها خاصية في تنوير الباطن وجمع الهمِّ إذا داوم عليها صادق مخلص وهي من مواهب الحق لهذه الأمة، وفيها خاصية لهذه الأمة فيما حدثنا شيخنا ضياء الدين -إملاء- قال: أنا أبو القاسم الدمشقي الحافظ قال: أنا عبد الكريم بن الحسين قال: أنا عبد الوهاب الدمشقي قال: أنا محمد بن خريم قال: حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا الوليد بن مسلم قال: أنا عبد الرحمن بن زيد عن أبيه أن عيسى ابن مريم عليه السلام قال: رب أنبئني عن هذه الأمة المرحومة قال: أمة محمد عليه الصلاة والسلام علماء أخفياء أتقياء حلماء أصفياء حكماء كأنهم أنبياء يرضون مني بالقليل من العطاء، وأرضى منهم باليسير من العمل، وأدخلهم الجنة بلا إله إلا الله، يا عيسى هم أكثر سكان الجنة؛ لأنها لم تذل ألسن قوم قط بلا إله إلا الله كما ذلت ألسنتهم، ولم تذل رقاب قوم قط بالسجود كما ذلت رقابهم.
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- قال: إن هذه الآية مكتوبة في التوراة: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا﴾ [الأحزاب: 45]. وحرزًا للمؤمنين وكنزًا للأميين أنت عبدي ورسولي سميتك المتوكل، ليس بفظ ولا غليظ، ولا صخاب في الأسواق، ولا يجزي بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويصفح، ولن أقبضه حتى تقام به الملة المعوجة بأن يقولوا لا إله إلا الله، ويفتحوا أعينًا عميًا وآذانًا صمًّا وقلوبًا غلفًا، فلا يزال العبد في خلوته يردد هذه الكلمة على لسانه مع مواطأة القلب حتى تصير الكلمة متأصلة في القلب مزيلة لحديث النفس، ينوب معناها في القلب عن حديث النفس فإذا استولت الكلمة، وسهلت على اللسان يتشربها القلب فلو سكت اللسان لم يسكتِ القلب، ثم تتجوهر في القلب وبتجوهرها يستكن نور اليقين في القلب حتى إذا ذهبت صورة الكلمة من اللسان والقلب لا يزال نورها متجوهرًا، ويتخذ الذكر مع رؤية عظمة المذكور سبحانه وتعالى، ويصير الذكر حينئذٍ ذكر الذات، وهذا الذكر هو المشاهدة والمكاشفة والمعاينة؛ أعني ذكر الذات بتجوهر نور الذكر وهذا هو المقصد الأقصى من الخلوة.
وقد يحصل هذا من الخلوة لا بذكر الكلمة، بل بتلاوة القرآن إذا أكثر من التلاوة واجتهد في مواطأة القلب مع اللسان حتى تجري التلاوة على اللسان، ويقومُ معنى الكلام مقام حديث النفس فيدخل على العبد سهولةٌ في التلاوة والصلاة، ويتنور الباطن بتلك السهولة في التلاوة والصلاة، ويتجوهر نور الكلام في القلب، ويكون منه أيضًا ذكرُ الذات، ويجتمع نور الكلام في القلب مع مطالعة عظمةِ المتكلم سبحانه وتعالى، ودون هذه الموهبة ما يفتح على العبد من العلوم الإلهامية اللدنية، وإلى حين بلوغ العبد هذا المبلغ من حقيقة الذكر والتلاوة إذا صفا باطنه قد يغيب في الذكر من كمال أنسه، وحلاوة ذكره حتى يلتحق في غيبته في الذكر بالنائم.
وقد تتجلى له الحقائق في لُبْسِه الخيال أولًا، كما تنكشف الحقائق للنائم في لبسه الخيال، كمن رأى في المنام أنه قتل حية فيقول له المعبر تظفر بالعدوِّ، فظفره بالعدو هو كشف كاشفه الحق تعالى به، وهذا الظفرُ روح مجرَّد صاغ ملك الرؤيا له جسدًا لهذا الروح من خيال الحية فالروح الذي هو كشف الظفر إخبار الحق، ولبسة الخيال الذي هو بمثابة الجسد مثال انبعث من نفس الرائي في المنام من استصحاب القوة الوهمية والخيالية من اليقظة، فيتألف روح كشف الظفر مع جسد مثال الحية، فافتقر إلى التعبير؛ إذ لو كشف بالحقيقة التي هي روح الظفر من غير هذا المثال الذي هو بمثابةِ الجسد ما احتاج إلى التعبير فكان يرى الظفرَ، ويصح الظفر، وقد يتجرد الخيال باستصحاب الخيال والوهم من اليقظة في المنامِ من غير حقيقة، فيكون المنام أضغاث أحلام لا يُعبر وقد يتجرد لصاحب الخلوة الخيال المنبعث من ذاته من غير أن يكون وعاء لحقيقة، فلا يبنى على ذلك، ولا يلتفت إليه فليس ذلك واقعة، وإنما هو خيال، فأما إذا غاب الصادق في ذكر الله تعالى حتى يغيب عن المحسوس بحيث لو دخل عليه داخل من الناس لا يعلم به لغيبته في الذكر فعند ذلك قد ينبعث في الابتداء من نفسه مثال وخيال ينفخ فيه روح الكشف، فإذا عاد من غيبته فإما يأتيه تفسيره من باطنه موهبة من الله تعالى، وإما يفسره له شيخُه كما يعبر المعبر المنام ويكون ذلك واقعة؛ لأنه كشف حقيقة في لبسة مثال، وشرط صحة الواقعة الإخلاص في الذكر أولًا، ثم الاستغراق في الذكر ثانيا، وعلامة ذلك الزهد في الدنيا وملازمة التقوى؛ لأن الله جعله بما يكاشف به في واقعة مورد الحكمة، والحكمة تحكم بالزهد والتقوى.
وقد يتجرد للذاكر الحقائق من غير لبسةِ المثالِ فيكون ذلك كشفًا وإخبارًا من الله تعالى إياه، ويكون ذلك تارةً بالرؤية، وتارة بالسماع، وقد يسمع من باطنه، وقد يطرق ذلك من الهواء، لا من باطنه كالهواتف يعلم ذلك أمرًا يريد الله إحداثَه له أو لغيره، فيكون إخبار الله إياه بذلك مزيدًا ليقينه أو يرى في المنام حقيقة الشيء.
نقل عن بعضِهم أنه أتي بشراب في قدح فوضعه من يدِه وقال: قد حدث في العالم حدث ولا أشرب هذا دون أن أعلم ما هو، فانكشف له أن قوما دخلوا مكة وقتلوا فيها.
وحُكي عن أبي سليمان الخواص قال: كنت راكبًا حمارًا لي يوما، وكان يؤذيه الذباب فيطاطي رأسه فكنت أضرب رأسه بخشبة كانت في يدي، فرفع الحمار رأسه إلي وقال: اضرب، فإنك على رأسك تضرب. قيل له: يا أبا سليمان وقع لك ذلك أو سمعته، فقال: سمعته يقول كما سمعتني.
(وحكي) عن أحمد بن عطاء الروذباري قال: كان لي مذهب في أمر الطهارة، فكنت ليلة من الليالي استنجي إلى أن مضى ثلث الليل، ولم يطب قلبي، فتضجرت فبكيت، وقلت: يا رب العفو، فسمعت صوتًا ولم أر أحدًا يقول: يا أبا عبد الله العفو في العلم، وقد يكاشف الله تعالى عبده بآيات وكرامات تربية للعبد وتقوية ليقينه وإيمانه.
(قيل) كان عند جعفر الخلدي -رحمه الله- فص له قيمة، وكان يومًا من الأيام راكبًا في السمارية في دجلة، فهم أن يعطي الملاح قطعة وحلَّ الخرقة، فوقع الفص في الدجلة، وكان عنده دعاء للضالة مجرب، وكان يدعو به فوجد الفص في وسط أوراق كان يتصحفها، والدعاء هو أن يقول: يا جامع الناس ليوم لا ريب فيه اجمع علي ضالتي.
﴿وسمعت﴾ شيخنا بهمذان حكى له شخص أنه كوشف في بعض خلواته بولد له في جيحون كان يسقط في الماء من السفينة قال: فزجرته، فلم يسقط وكان هذا الشخص بنواحي همذان وولده بجيحون، فلما قدم الولد أخبر أنه كاد يسقط في الماء فسمع صوت والده فلم يسقط.
وقال عمر رضى الله عنه: يا سارية الجبل، على المنبر بالمدينة، وسارية بنهاوند، فأخذ سارية نحو الجبل، وظفر بالعدو، فقيل لسارية: كيف علمتَ ذلك؟ فقال: سمعت صوت عمر وهو يقول: يا سارية الجبل.
(سُئِل) ابن سالم -وكان قد قال: للإيمان أربعة أركان: ركن منه الإيمان بالقدرة، وركن منه الإيمان بالحكمة، وركن منه التبري من الحول والقوة، وركن منه الاستعانة بالله -عز وجل- في جميع الأشياء. قيل له: ما معنى قولك: الإيمان بالقدرة؟ فقال: هو أن تؤمن ولا تنكر أن يكون لله عبد بالمشرق قائمًا على يمينه، ويكون من كرامة الله له أن يعطيه من القوة ما ينقلب من يمينه على يساره، فيكون بالمغرب، تؤمن بجواز ذلك وكونه.
وحكى لي فقير أنه كان بمكة وأرجف على شخص ببغداد أنه قد مات، فكاشفه الله بالرجل وهو راكب يمشي في سوق بغداد، فأخبر إخوانه أن الشخص لم يمت، وكان كذلك حتى ذكر لي هذا الشخص أنه في تلك الحالة التي كوشف بالشخص راكبًا قال: رأيته في السوق، وأنا أسمع بأذني صوت المطرقة من الحداد في سوق بغداد، وكل هذه مواهب الله تعالى، وقد يكاشف بها قوم وتعطى، وقد يكون فوق هؤلاء من لا يكون له شيء من هذا؛ لأن هذه كلها تقوية اليقين، ومن مُنِح صِرْف اليقين لا حاجة له إلى شيء من هذا، فكل هذه الكرامات دون ما ذكرناه من تجوهر الذكر في القلب، ووجود ذكر الذات؛ فإن تلك الحكمة فيها تقوية للمريدين وتربية للسالكين؛ ليزدادوا بها يقينًا، يجذبون به إلى مراغمة النفوس، والسُّلُوِّ عن ملاذ الدنيا، ويستنهض منهم بذلك ساكن عزمهم لعمارة الأوقات بالقربات، فيتروحون بذلك، ويرقون لطريقة من كوشف بصرف اليقين من ذلك لمكان أن نفسه أسرع إجابة، وأسهل انقيادًا، وأتم استعدادًا، والأولون اسْتُلِين َبذلك منهم ما استوعر، واستكشف منهم ما استتر.
وقد لا يمنع صور ذلك الرَّهابين والبراهمة ممن هو غير منتهج سبل الهدى، وراكب طريق الردى؛ ليكون ذلك في حقهم مكرًا واستدراجًا؛ ليستحسنوا حالهم، ويستقروا في مقار الطرد، والبعد إبقاء لهم فيما أراد الله منهم من العمى والضلال، والردى والوبال حتى لا يغتر السالك بيسير شيء يفتح له ويعلم أنه لو مشى على الماء والهواء لا ينفعه ذلك حتى يؤدي حق التقوى والزهد، فأما من تَعَوَّق بخيال أو قَنَع بمحالٍ ولم يُحْكِم أساس خلوته بالإخلاص، يدخل الخلوة بالزور ويخرج بالغرور، فيرفض العبادات ويستحقرها، ويسلبه الله تعالى لذة المعاملة، وتذهب عن قلبه هيبة الشريعة، ويفتضح في الدنيا والآخرة.
فليعلم الصادق أن المقصود من الخلوة التقرب إلى الله تعالى بعمارة الأوقات، وكَفِّ الجوارح عن المكروهات، فيصلح لقوم من أرباب الخلوة إدامة الأوراد، وتوزيعها على الأوقات، ويصلح لقوم ملازمة ذكر واحد، ويصلح لقوم دوام المراقبة، ويصلح لقوم الانتقال من الذكر إلى الأوراد، ولقوم الانتقال من الأوراد إلى الذكر، ومعرفة مقادير ذلك يعلمه المصحوب للشيخ المطلع على اختلاف الأوضاع، وتنويعها مع نصحه للأمة، وشفقته على الكافة، يريد المريد لله لا لنفسه، غير مبتلى بهوى نفسه محبًّا للاستتباع، ومن كان محبًّا للاستتباع فما يفسده مثل هذا أكثر مما يصلحه.