ترجمة المؤلف سيدي أحمد بن عطاء الله السكندري
نسبه ومولده ووفاته ومؤلفاته:
هو الشيخ الإمام تاجُ الدين، وترجمانُ العارِفِينَ أبُو الفضلِ أحمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد بن عيسى بن الحسين بن عطاءِ الله الجُذَامِي نسبًا، المالكي مذهبًا، الإسكندري دارًا، القرافي مزارًا، الصوفي حقيقة، الشاذلي طريقة، أعجوبة زمانه، ونخبة عصره وأوانِه، المولود حوالَيْ سنة خمسٍ وخمسين وستمئة هجريًّا، والمتوفى في جُمادى الآخرة سنة تسعٍ [بتقديم التاء] وسبعمئة، قاله الشيخ زروق، وقال في «الديباج المذهب»: كان جامعًا لأنواع العلوم من تفسير، وحديث، وفقه، ونحو، وأصول، وغير ذلك.
كان رحمه الله تعالى متكلِّمًا على طريق أهل التصوف واعظًا، انتفع به خلق كثير وسلكوا طريقه.
قلت: وقد شهد له شيخه أبو العباس المرسي بالتقديم.
قال في «لطائف المنن»: قال لي الشيخ: الزم، فوالله لئن لزمت لتكونن مفتيًا في المذهبين. يريد مذهب أهل الشريعة الظاهر، ومذهب أهل الحقيقة الباطن، وقال فيه أيضًا: واللهِ لا يموت هذا الشاب حتى يكون داعيًا يدعو إلى الله تعالى.
وقال فيه أيضًا: واللهِ ليكونن لك شأن عظيم، واللهِ ليكونَنَّ لك شأن عظيم.
قال: فكان بحمدِ الله ما لا أُنْكِرُهُ.
وله من التآليف: «التنوير في إسقاط التدبير»، و«لطائف المنن في مناقب شيخه أبي العباس وشيخه أبي الحسن»، و«مفتاح الفلاح في الذكر»، و«كيفية السلوك»، وله أيضا: «القول المجرد في الاسم المفرد»، و«الحكم»([1])، وهذا الكتاب الذي هو بين أيدينا.
شيوخه وتلاميذه:
فأما عن شيوخه فمنهم: ناصِرُ الدين بن المنير، وشهاب الدين أبو المعالي أحمد بن إسحاق بن محمد بن المؤيد الأبرقوهي، والمحيي المازوني، وشرف الدين الدمياطي وغيرهم.
وأما عن تلاميذه فمنهم: تقي الدين السبكي، وداود بن عمر بن إبراهيم المعروف بابن باخلا، وهو خليفة في طريقته، وأبو العباس أحمد بن الميلِق الإسكندري وغيرهم.
وله رَضِيَ اللهُ تعالى عنه كرامَات مأثورة عنه تشهد له بالولاية والصلاح والتوفيق.
هذه تحفة سيدي أحمد بن عطاء الله السكندري
في طريق أهل الله وما كانوا عليه
رضي الله تعالى عنهم
آمين آمين آمين آمين
آمين آمين
آمين