الصفحة 57 من 68
أين تَجِدُ العز؟
وإن أردت أن يكون لك نصيب مما لأولياء الله تعالى فعليك برفض الناس جملة إلا من يدلُّك على الله تعالى، إما بإشارة صادقة، أو بأعمال ثابتة لا ينقضها كتاب ولا سنة، فارفَع هِمَّتَكَ إلى مولاك، واشتغل به دون غيره.
سمعت الشيخ أبا العباس رضي الله تعالى عنه يقول: واللهِ ما رأيت العِزَّ إلا في رفع الهِمَّةِ عن الخلق.
واذكر -رحمك الله- ها هنا قوله سبحانه: ﴿وَللهِ العِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ﴾([1])، فمن العِزِّ الذي أَعَزَّ الله به المؤمن رفع هِمَّتَهُ إلى مولاه، وثقته به دون ما سواه، واستحيِ من الله بعد أن يكون قد كساك حلَّة الإيمان، وزيَّنك بزينة العرفان أن تَسْتَوْلِيَ عليك الغفلة والنسيان، حَتَّى تميل إلى الأكوان، أو تطلب من غيره وجود الإحسان.
التوكُّل على الله