الصفحة 63 من 68
التدبير المحمود والمذموم
وتدبير([1]) الدنيا على قسمين:
1- تدبير الدنيا للدنيا. 2- تدبير الدنيا للآخرة.
تدبير الدنيا للدنيا: وهو أن يدبر في أسباب جمعها؛ افتخارًا بها واستكثارًا، وكلما زِيدَ فيها شيءٌ ازدادَ غفلة واغترارًا، فأمَارَةُ ذلك أن تشغله عن الموافقة، وتؤديه إلى المخالفة.
وتدبير الدنيا للآخرة: كمن يريد المتاجرة ليَأْكُلَ منها حلالًا، ولينعم بها على ذي الفاقة إفضالًا، وليصُونَ بها نفسه عن الناس إجمالًا، فأمارة ذلك عدم الاستكثار والادِّخار والإسعاف والإيثار، فقد تَبَيَّنَ من هذا أنه ليس كل طالب للدنيا مذمومًا، بل المذموم من طلبها لنفسه لا لربه، ولدنياه، لا لآخرته.
فالناس إذن على قسمين: عبدٌ طلب الدنيا للدنيا، وعبدٌ طلب الدنيا للآخرة.
العارف بالله تعالى لا دنيا له ولا آخرة