الصفحة 16 من 68
المعصية تحجب نور الإيمان
مثال الإيمان معك إذا عصيت الله تعالى كالشمس المكسوفة، أو كالسِّراج إذا غطَّيته بصَحْفَةٍ، هو موجود ولكن يمنع نوره الغطاء، ثم إنَّك تحضر المجلسَ في الجامع ليتوفَّرَ عقلك، وإذا كان عمرك قليلًا يصير كثيرًا لحصولِ الإيمان والخشوع والخضوع والخشية والتدبر والتذكر ونحوها.
فلو عرفتَ الإيمان ما قاربْتَ العصيان، فلا غريمَ أمطل([1]) من النفس، ولا عدوَّ أعظم من الشيطان، ولا معارِضَ أقوى من الهوى، ولا يدفع المدد الهابط مثل الكبر؛ لأنَّ الغيث لا يقرُّ إلا على الأرض المنخفضة لا فوق رءوس الجبال؛ فكذلك قلوب المتكبرين تنتقل (تزول) عنها الرحمة وتنزل إلى قلوب المتواضعين.
آفة الكبر