الصفحة 64 من 68
العارف بالله تعالى لا دنيا له ولا آخرة
وسمعت شيخنا أبا العباس -رضي الله تعالى عنه- يقول: العارف لا دنيا له ولا آخرة؛ لأن دنياه لآخرته، وآخرتَه لرَبِّهِ، وعلى هَذَا تحمل أحوال الصحابة -رضي الله تعالى عنهم- والسلف الصالح، فكل ما دخلوا فيه من أسباب الدنيا فهم بذلك إلى الله متقرِّبُونَ، وإلى رضاه مُتَسَبِّبُونَ، لا قاصدون بذلك الدنيا وزينتها، ووجود لذاتها؛ ولهذا وصفهم الحق سبحانه وتعالى بقوله: ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللهِ وَرِضْوَانًا﴾([1]).
منزلة الصحابة