الصفحة 7 من 68
شؤم المعصية
أُفٍّ لعبدٍ يعلم إحسان المحسن فيجترئ على معصيته، ولكن ما عرف إحسانَه من آثر عصيانَه، وما عَرَفَ قدرَه من لم يُرَاقِبْهُ، وما ربِح من اشتغل بغيره، علم أنَّ النفس تدعوه إلى الهلكة فتبعها، وعلم أنَّ القلب يدعوه إلى الرُّشد فعصاه، وعلم قدر المعْصِيِّ وواجهه بالمعصية.
ولو عَلِمَ اتصَافَه بعظمته لَمَا قابله بوجود معصيته، ولو علم قرب مولاه وأنه يراه لما سارَع لما نهاه عنه، ولو علم أثر الذَّنب المرتب عليه دنيا وأخرى وغيبًا وشهادًة، لاستحيا من ربه.
ولو علم أنه في قبضته لما قابله بمخالفته.
الآثار الظاهرة والباطنة للمعصية