الصفحة 48 من 68
عليك بالأذكار وعلى الله إنزال الأنوار
لو كنت كيِّسَا فَطِنًا لكانت حقوق الله عندك أحظى من حظوظ نفسك.
ما يطَّلِع على الأسرار إلا أمينٌ، وأنت تعطي نفسك حَظَّهَا من المآكِلِ والمشارِبِ حتى تَمْلَأَ بَيْتَ الخَلَاءِ، ويكفِيكَ حُبُّ الدنيا، ومن أَحَبَّ الدُّنْيَا فقد خَانَ، ومن خَانَ فهل يطلعه الملك على أسراره؟ فاستعمل الأذكار، وعليه إنزال الأنوار.
ما نفع القلب شيء مثل خلوة يدخل بها في ميدان فكرة.
كيف يشرق قلب صور الأكوان (منطبقة)([1]) في مرآته، أم كيف يرحل إلى الله وهو مكبل بشهواته، أم كيف يطمع أن يدخل حضرة الله وهو لم يطهر من جنابة غفلاته، أم كيف يفهم دقائق الأسرار وهو لم يَتُبْ من هفواته.
أصل كل معصية وغفلة وشهوةٍ الرضا عن النفس.
وأصل كل طاعة ويقظة وعفة عدمُ الرضا عن النفس.