منزلَةُ الذِّكْرِ
ولا عبادة لك أنفع من الذكر؛ لأنَّه يمكن للشيخ الكبير والمريض الذي لا يستطيع القيام والركوع والسجود.
واعلم أنَّ العلماء والحكماء يعرفونك كيف تدخل على الله تعالى، هل رأيتَ مملوكًا أول ما يُشْتَرى يصلح للخدمة؟ بل يعطى لمن يربيه ويعلمه الأدب؛ فإذا صَلُحَ وعَرَفَ الأدبَ قدَّمَه للملِك؛ كذلك الأولياء رضي الله تعالى عنهم يصحبهم المريدون حتى يزجوا بهم إلى الحضرة.
كالعَوَّامِ إذا أراد أن يعلِّم الصبي العومَ يحاذيه إلى أن يصلح للعوم وحده، فإذا صلح زجَّه في اللُّجَّة وتركه.
وإياك أَنْ تعتقد أنه لا يُنْتَفَع بالأنبياء والأولياء والصَّالحين([1])؛ فإنهم وسيلة جعلها الله إليه؛ لأن كلَّ كرامةٍ للوليِّ هي شهادة بصدقِ النبي صلى الله عليه وسلم جَرَتْ على أيدِي الأولياء، مثل خرق العادات، والمشي على الماء، والطيران في الهواء، وإخبار المغيبات، ونبع الماء ونحو ذلك؛ لأنَّهُمْ لم يُعْطَوْا ذلك إلا لأجلِهِ ولحسن متابعتهم للنبي صلى الله عليه وسلم.
([1]) وهذا شأن جملة من الخلق من الذين التبس عليهم الأمر ولم تصفُ سرائرهم، وحرموا هذا الفضل؛ لأنَّهُم مغيَّبُون في الظُّلُمَاتِ والصالحون مغيبون في الأنوار.
أَثَرُ الصلاة